" صفقة القرن "   والاعتراف بإسرائيل دوله يهودية

المحامي علي ابوحبله

أي خطة للسلام تخرج عن  إطار قرارات الشرعية الدولية لن يكتب لها النجاح ، وأن الصفقة التي أعلن ترمب عنها في مؤتمره الصحفي بحضور نتنياهو، لا تتعدى كونها مسرحيه انتخابيه هدف منها ترمب ونتنياهو تحقيق مكاسب شخصيه ، حيث يحاكم ترمب أمام مجلس الشيوخ بتهمة استغلال منصبه ، ويلاحق نتنياهو بتهم فساد ويسعى لتحسين صورته وحزبه طمعا في فوز حزبه وائتلافه اليميني بالانتخابات للكنيست المقرر إجرائها في الثاني من آذار المقبل .

ترمب الذي عدد  أهم انجازات ما حققته إدارته لإسرائيل ، الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل ، نقل السفارة الامريكيه للقدس ، الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل ، الاعتراف بيهودية ألدوله ، الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران ،اغتيال قاسم سليماني وأبو المهدي المهندس لتغذيتهم الكراهية ضد إسرائيل وتعبئهم لقوات القدس ، وتصريحه أن  إيران معزولة ومهاجمة حماس والجهاد والمقاومة الفلسطينية  وتهديد الرئيس محمود عباس وجميعها يتم توظيفها لتحقيق مكاسب انتخابيه

ما ذكره ترمب في "  صفقة القرن "   يفتقد لبعده  الديني وا لتاريخي  والقانوني  ومجرد من الشرعية الدولية ، وأن تجاهل الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني ،و  التطاول والتعدي على حقوق العرب والمسلمين والفلسطينيين وانتزاع الصفة الاسلاميه والعربية والفلسطينية عن القدس والتنكر للولاية الهاشمية وتجاهل الوصية  العمرية،يفقد صفقة القرن  لمصداقيتها ،   والسمة الطاغية  لصفقة القرن بعد اقتصادي وأنساني وعوده    لسيمفونية الشرق الأوسط الجديد

" صفقة القرن "  والاعتراف بإسرائيل دوله يهودية هو بمثابة تغذية للأصولية الدينية ، ففي الوقت الذي تتنادى أمريكا وحلفائها لمحاربة الاصوليه الدينية الاسلاميه المتطرفة ، تتضمن خطة " صفقة القرن "   بند للاعتراف بإسرائيل دوله يهودية ، إن  زرع كيان أصولي متطرف في الشرق الأوسط ،  يعيد العالم إلى القرون الماضية قرون عصر البابوية والتطرف الديني للاصوليه المسيحية اليهودية التي أدت للحروب الصليبية ، إن الاصوليه الدينية اليهودية المتطرفة خطر يتهدد الأمن والسلم العالمي وان الفكر اليهودي الصهيوني المتطرف ينم عن عنصريه بغيضة ومقيتة تحاول أمريكا وحلفائها من إعادة تسويقها من جديد ضمن حمله صليبيه تستهدف العرب والمسلمين

زرع كيان أصولي ديني متطرف للاصوليه اليهودية تحمل التطرف والتعصب الديني وان الأفكار والمعتقدات التي احتواها مضمون كتاب العدل الإلهي المسيحي هي مرجعية السياسة الامريكيه التي خطها الايباك الصهيوني للاص وليه المتصهينه المتحكمة في القرار الأمريكي ، التطرف اليهودي يتمثل في فكر المستوطنين اليهود المتزمتين والمتطرفين باعتداءاتهم على الأماكن الدينية للمسلمين والمسيحيين ويتمثل في محاولات الاعتداء على المسجد الأقصى ومحاولات هدم بنيان المسجد الأقصى لإقامة الهيكل الثالث ، إن جميع الممارسات الاسرائيليه في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي أراضي فلسطين المحتلة 48 جميعها تؤكد على عنصرية الكيان الإسرائيلي وما يحمله من أفكار عنصريه مقيتة وبغيضة تستند على العدوان والقتل والتدمير ضمن منهجيه إسرائيليه وعقلية اتسمت بالتطرف الأصولي الديني

إن الإصرار  الأمريكي على الاعتراف بيهودية ألدوله إنما يستند إلى نزع الاعتراف بيهودية الكيان العنصري الإسرائيلي ، والتوسع الإسرائيلي والسيطرة والهيمنة الاسرائيليه على مقدرات ألامه العربية والاسلاميه ،  صفقة القرن  تفتقد  لتحقيق  أسس السلام العادل   المقر بالحقوق الوطنية الفلسطينية والشرعية  للشعب الفلسطيني ،  وان شهية هذا الكيان ما زالت مفتوحة إلى مزيد من التنازلات من الجانب العربي  وصفقة القرن بمضمون ما تتضمنته من بنود لا تعدوا كونها فقاعات هواء وهي أشبه بمسرحيه عنوانها وعود انتخابيه برسم التحقيق ومن باب الأمنيات والتمني لكل من ترمب ونتنياهو